السبت، 11 مايو 2013
السبت, مايو 11, 2013

يعرب بن قحطان وعدد أولاده وذكر وصيّته

قال نشوان:


أم أينَ يَعْرُبُ وهو أوَّل مُعربٍ
 
في الناس أبدى النطقَ بالإنصاح
  
قال عبيد بن شرية: يَعْرُبُ بن قحطان بن هود النبي هو أكبر أولاد قحطان وهم: يعرب وخيار وأنمار والمعتم والمناحي ولأي وماعز وغاضب ومنيع وجُرْهُم والملتمس والقطامي وظالم والغشيم والمغتفر وباقر: ستّة عشر رجلاً وأمهم امرأة من عاد وكلهم قد ملك غير ظالم فلم يُمّلك, وقد كان يسير في الجيوش فلما توفي قحطان بن هود قام مقامه ولده يعرب, وخلفه بأحسن الخلافة في أخوته وأهل بيته، وسار سيرته في أهل مملكته وحفظ وصيّة أبيه وثبت عليها وتجمل بها، وهو أول من ألهم العربية المحضة. وقال فأبلغ، واختصر فأوجز، وأشار إلى المعنى وحذف. واشتُق اسم "العربية" من أسمه. ويعرب، أول من عظمه أهل بيته، وحيّي بتحية الملك
"أبيت اللعن" و"أنعِمْ صباحا". وكان ملكا عظيما لم يغز, ولم يكن بنو سام تصدر إلاّ عن رأيه...
***
ذكر وصية يعرب
ثم إنَّه وصى بنيه قبل موته وقال: (( يا بني احفظوا منى خصالا عشرا, تكن لكم شرفاً وذكراً وذخراً. يا بني تعلموا العلم وأعملوا به واتركوا الحسد. ولا تلتفتوا إليه فانه داعيه إلى القطيعة فيما بينكم. واجتنبوا الشر وأهله فإن الشر لا يجلب عليكم إلاّ الشر. وأنصفوا الناس من أنفسكم. وإيّاكم والكبر, فإنه يبعد قلوب الرجال. وعليكم بالتواضع فإنه يقربكم إلى الناس ويحببكم إليهم واحفظوا الجار واصفحوا عن المسئ فإنَّ الصفح عن المسئ يحسم العداوة ويزيد مع السؤدد سؤدداً ومع الفضل فضلا. وآثروا الجار والدخيل على أنفسكم فإن جماله جمالكم ولأن تسوء حالة أحدكم خير له من أنْ تسوء حالة جاره ولأن يفقد الناس المقتدَى أكثر من أنْ يفقدهم المقتدى. وانصروا المولى في السلم والحرب فانه منكم ولكم. وآثروا المولى من أنفسكم وحقه عليكم مثل حق أحدكم على سائركم. وإذا استشاركم مستشير فأشيروا عليه بمثل ما تشيرون على أنفسكم فإنّها أمانة ألقاها في أعناقكم والأمانة ما قد علمتم, وتمسكوا باصطناع الرجال تسودوا به غيركم فإن ذلكم يزيدكم شرفاً وفخراً إلى آخر الدهر))
وأنشأ يقول:

نعرّفكم بما وصّى أبوكم
 
بما وصّاه قحطان بن هود
  
فوصّاكم بما وصّى أباه
 
أبوه عن أبيه عن الجدود
  
أذيعُوا العلم ثم تعلموه
 
فما ذو العلم كالكَلِّ البليد
  
ولا تصغوا إلى جهل فتغووا
 
غواية كل مُحتَمَل حسود
  
وذودوا الشرَّ عنكم ما استطعتم
 
فليس الشرُّ من خُلُق الرشيد
  
وكونوا منصفين لكل دان
 
لينصفكم من القاصي البعيد
  
عليكم بالتواضع لا تزيدوا
 
على فضل التواضع من مزيد
  
فإنَّ الصفح أفضل ما ابتغيتم
 
به شرفاً مع الملك العتيد
  
وحقُّ الجار لا تنسوه فيكم
 
فإن الجار ذو حق أكيد
  
عليكم باصطناع الخير حتى
 
تنالوا كل مَكْرُمة وجود
  ***

1 التعليقات: